Search This Blog

Friday, October 19, 2018


                                                                                      معلومات عن التراث العماني       
تنفرد السلطنة بتراث حضاري وتاريخي عريق يزخر بثقافة متأصلة وموروثات أصيلة تعكس مدى ارتباط الانسان العماني ببيئته ومجتمعه، ويتجلى هذا الأمر من خلال الأزياء العمانية والفنون التقليدية والعادات والتقاليد التي يعتز بها العمانيون، إضافة إلى بعض المناشط والفعاليات التراثية مثل سباقات الهجن وسباقات الخيل ومناطحة الثيران وغيرها، كما تتميز عُمان بمواقعها الأثرية وقلاعها التي تقف شامخة في أرجاء السلطنة، إذ تسعى البلاد ممثلة بوزارة التراث والثقافة في الحفاظ على هذا الموروث من خلال سلسة الإصلاحات والترميم المستمر وتسيير إمكانية الوصول والتعرف عليها وتوفير التسهيلات اللازم

وتشغل السلطنة عضوية لجنة التراث والثقافة في منظمة اليونسكو التي تتعاون والسلطنة في حفظ المواقع الأثرية من الاندثار، كما يجري قسم الآثار بجامعة السلطان قابوس عددًا من الدراسات والمسوحات بالتعاون مع وفود عالمية بما يختص بالموروث الحضاري العماني. وتزخر عمان بجملة من المواقع والمتاحف والقلاع والحصون والمساجد التي تثري حضارتها. للتفاصيل حول المواقع الأثرية العمانية تفضل بزيارة صفحة القلاع والحصون.
وتعد الثقافة العمانية غنية خصبة بما يميزها من عادات وتقاليد وفنون شعبية تكلل احتفالاتها وأعيادها ومناسباتها، إذ يشتهر العمانييون بفنونهم الشعبية المنفردة مثل فن الرزحة والميدان والعازي التي تبرز في حفلات الزواج والأعياد الدينية والوطنية، كما يعتز العمانيون بموروثهم من الصناعات الحرفية وما زال العديد من العمانيون يعملون في هذا المجال تحت إشراف هيئة الصناعات الحرفية التي تهتم بتشجيع العمانيين على الاستمرار فيها وتعليمها للأجيال القادمة. وقد اختيرت مسقط عاصمة للتراث والثقافة الإسلامية عام 2006م، كما اختيرت نزوى عاصمة لها عام 2015م، مما يدل ويعكس العمق الحضاري والثقافي المتجذر في الشعب العماني. 

كلمة جلاله السلطان في العيد الوطني الرابع و العشرين

أيها المواطنون الأعزاء..
‏تحقيقا للوعد الذي قطعناه في مثل هذا اليوم الخالد من العام المنصرم، ها نحن نلتقي بحمد الله في مدينة التاريخ والعلم والتراث، وقلعة الأصالة والمجد الأثيل الشامخ.. مدينة نزوى العامرة التي كان لها دور بارز في مسيرة الحضارة العمانية لا يزال يتألق نورا وضياء، ورفعة وجلالا. لقد كانت نزوى معقل القادة والعظماء، وموئل العلماء والفقهاء، ومرتاد الشعراء والأدباء. فأعظم بها من مدينة لها في قلوب العمانيين منزلة عالية، ومكانة سامية، وقدر جليل. واذا كان قد مر على هذه المدينة العريقة حين من الدهر كاد يطمرها غباره، الا أنها اليوم تتبدى من جديد في تشيب زينتها، زاهية بتليد مفاخرها، زاهرة بطريف أمجادها ومنجزاتها التي تحققت على مدى السنوات القليلة الماضية. واننا لنرجو أن يمثل اختيارها لتكون المدينة التي يحتفى على أ ديمها بعام التراث منعطفا هاما يضعها في بداية مرحلة أخرى من التطور المستمر في مختلف مجالات الحياة. 
‏إن الاحتفال بالعيد الوطني الرابع والعشرين لنهضة عمان الحديثة، في هذه المدينة العريقة، انما هو تمجيد وتجديد لدورها الحضاري والفكري في حياة هذا الوطن العظيم الغالي الذي يعمل بكل طاقاته وامكاناته من أجل مستقبل أفضل تتحول فيه، بعون الله، كل الآمال والطموحات إلى واقع مشهود ماثل للعيان لا يحتاج إلى دليل أو برهان. 
‏لقد بدأنا مسيرة البناء والتطور منذ فترة غير طويلة كان سلاح هذا البلد خلالها في معركته ضد جميع عوامل التخلف، وفي مواجهته شتى التحديات، هو ذلك العزم الجازم، والإصرار الحازم، الذي أبداه أبناؤه العاملون في مختلف الميادين، من أجل ضمان النصر والتغلب على العقبات والصعاب. وبالجهد والتفاني والإخلاص في العمل، وبالتكاتف والتساند بين القيادة والمواطنين امتد عطاء النهضة الزاخر إلى كل بقعة في أرضنا الطاهرة، دافقا بالخير والنماء، زارعا للخصب والرخاء، مبشرا بغد أسعد وأمجد. فلله الحمد من قبل ومن بعد، وله الشكر والثناء على ما أسبغ من نعم، وما أولى من جود وكرم، وما قيض من توفيق وسداد، وهداية ورشاد. ونسأله سبحانه المزيد من فيض آلائه، وبركات أرضه وسمائه، انه سميع قريب مجيب الدعاء، يزيد الشاكرين فضلا ، ويمحق الكافرين عدلا. ((لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)) صدق الله العظيم. 
أيها المواطنون.. 
‏لقد أسهمت عمان على امتداد تاريخها الطويل في صنع الحضارة الإنسانية. وكان لأبنائها جهد غير منكور في خدمة هذه الحضارة، فالموقع المتميز لهذا البلد الطيب، والروح النضالية التي حملت العمانيين إلى أقاصي الأرض، يجوبون البحار، ويمتطون الأخطار، فيلمسون بأيديهم، ويشاهدون بأعينهم، ويخالطون بقلوبهم وعقولهم، منوفا من الحضارات، وضروبا من الثقافات، وأشكالا متباينة من التقاليد والعادات.. كل ذلك كان له ولا شك أثر بارز في البناء الحضاري الذي شاده الآباء والاجداد، وصاغته الأجيال المتعاقبة تراثا حيا خالدا يجسد ملامح التاريخ وملاحمه، ويعبر بصدق عن الثراء الباذخ للتجربة العمانية الضاربة في أعماق الزمن. 

‏واذا كان لنا، أيها المواطنون، أن نزهو ونفخر بالإرث العظيم الذي تلقيناه عن الأسلاف فان ذلك يجب ألا يكون الغاية التي نقف عندها، مكتفين باجترار الماضي، فباهي بأمجاده، ونعيش على ذكرى مفاخره، فذاك خلق الخامل الذي لا عزم له، وحاشا أن يكون العماني كذلك.. فلقد أثبت دوما أنه ذهن متوقد، وفكر متجدد، وروح وثابة تطمح إلى ارتياد الآفاق، لا تنثني عن مطلبها إلا غالبة ‏ظافرة، ملء إهابها النصر المبين. ومن هنا كان لزاما أن نبني كما بنوا، وأفضل مما بنوا، مستلهمين من عطائهم الإنساني العظيم دافعا إلى البناء والتعمير، وحافزا إلى مزيد من الرقي والتطوير، في تلاؤم مع العصر ومتطلباته، وتواكب مع التقدم العلمي الخارق ومقتضياته، والا كان المصير، لا ريب، تخلفا شائنا عن الركب المتقدم لا يرضاه لنفسه الا خائر فقد قواه، أو خائف متهيب ترتعش خطاه، أو متبلد تحجر عقله فزهد في الحياة. 
‏لقد أثبت التاريخ بما لا يدع مجالا للشك، أن الأمم لا تتقدم ولا تتطور الا بتجديد فكرها وتحديثه. وهكذا الشأن في 
الأفراد. فالجمود داء وبيل قاتل عاقبته وخيمة، ونهايته أليمة. 

المرجع :http://www.sultanqaboos.net/article-action-s-id-42.htm

No comments:

Post a Comment